لا يجب أن يكون المرء فيلسوفا ولا حتى "متفلسفا" ليُدرك حجم العلاقة الوطيدة بين الحرية والمسؤولية ورغم ذلك يعاني ذلك الإدراك والفهم من خلل رهيب في إسقاطاته على وفي حياة كل الأيّام .
هل هو سوء فهم لمفهوم الحرية ؟
ربما قد يكون ذلك ونحن من لا نعرف ولا نُعّرّف لها حدودا ...
هل هو تغييب للمسؤولية ؟
ربما أيضا ، قد يكون ذلك خاصة وأننا نخليها بدعوى هامش الحرية الضئيل أو المنعدم .
يا لها من مفارقة عجيبة جعلتنا نصيح عادة :
حياتي وأنا حرّ فيها أفعل بها وفيها ما أشاء !!
لنُعقبها فورا ب : "الله غالب" الامر يتعداني ولست بأي حال من الأحوال مسؤولا عنه ...
والأدهى والأمّر أننا غالبا ما نفشل في جعلها كما نشاء ونرفض تحمل تبعات ذلك وأولاها الإقرار بمسؤوليتنا في ذلك الإخفاق ..
ولعلّ أبرز ما يُجسد هذا التناقض السلوكي في حياة كل الأيام هو تلك العلاقة المتوترة بين جيل الشباب والجيل الذي سبقه جعلت الطرفين عاجزين عن إيجاد " أرضية إتفاق" ترضي الطرفين خاصة تجعل التواصل أكثر فاعلية ومردودية تستغل أحسن إستغلال حنكة وتجربة هؤلاء و نشاط ورغبة أولئك ...
فجيل الآباء يتهم الشباب الأبناء بأنهم غير مسؤولين في حين يرى الأبناء أنهم متسلطون يسلبوهم حريتهم من غير وجه حق !
ليلج الطرفان دوامة لا يعرفون لها نهاية من التهم المتبادلة ....
تهم يتبادلها جميع الأطراف في مشهد حياتنا الدرامي ....
الأستاذ وطلبته ، الحاكم والمحكوم .....
الكل يريد حرية على مقاسه بل بدون مقاس أصلا ....
والكل يُحيل المسؤولية المترتبة على جهات أخرى غيره .
إلى أي مدى نحن أحرار في حياتنا ؟
ألا تترتب عن تلك الحرية مسؤولية ما ؟
مساحة حرة لقلمك