هـــــــل تعظيم الأنبيـــاء والعلمـــــــاء وتقديســـهم يعني عبادتهم

السلام عليكم ورحمـة الله وبركاته ....... في وقت فقدنا الكثير من هويتنا وابتعدنا عن طريق أخلاقنا المجيدة المرضية ، يفاجئنا البعض بفتاوى تربط بين بعض صفات المسلم الحميدة الأصيلة والشرك !!!!!!!!!! سألني ذات يوم أحد أصدقائي عن موقف تعرض له وأحرجه وهو أن أحدهم تحاور معه في مسألة احترام العلماء والصالحين وتعظيمهم وزعم أن هذا التعظيم شرك لأنه يعني العبادة !!!!!!!!!! فوضحت لذلك الصديق الأمر وبينت له خطأ محاوره ثم رأيت أن علي لزاما أن أوضح هذه القضية لشريحة واسعة من الشباب الذين نشرت فيهم البعض هذه الفكرة الخاطئة والتي يراد منها بقصد أو بدونه تجريد المسلم من أخلاقه العالية ، والفرد يعرف بحسن خلقه وتأدبه مع الكرام وما الواقع المرير الذي نعيشه من تجرؤ على العلماء والأولياء وحط من مراتبهم والتهجم عليهم إلا نتاج ما ذكرت ....... ولعل المتتبع لمجتمعنا الجزائري خاصة يلاحظ جليا أن آباءنا وأجــدادنا مع أميتهم إلا أنهم كانوا يتميزون بسعة الأخلاق وتعظيم الأنبياء العلماء وتسويدهم وتقبيل أيديهم والقيام لهم وخدمتهم وامتثال أمرهم وهوما يراه المخالف عبادة لهم وشركا بالله ، ونحن الآن مع ثقافة شبابنا وانفتاحه على العــالم إلا أن غالبية منهم تعاني من ضياع الهوية والتشبه بالغرب وقلة الآداب والأخلاق ، وقد ساعدهم في ذلك أمثال هذ ه الفتوى الطائشة ...... وسأوضح بالدليل والبرهان زيف هذه الدعوى ، لكي يعلم ذلك القاريء ولا يتحرج من فعل ذلك ولو أنكره من أنكره وليحذر من سوء الأدب مع رموز الأمة ، والله الموفق للصواب :
- تقبيل اليد : يزعم بعضهم أن تقبيل اليد هو سجود لمن تقبل يده من والد أو عالم أو ولي، ولا أدري من أين نقل هذه الفتوى أم هي عبارة عن تقول بلا دليل ، وإلى القاريء الدليل على جــواز تقبيل اليد بل واستحبابه لأهل الفضل والعلم : عن سيدنا الزارع العبدي وكان من وفد عبد قيس قال: ( لما قدمنا المدينة، فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجله ) فيا ترى لو كان هذا عبادة لرســول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكان يرضى بها ويقرهم على فعلتهم ؟؟؟؟؟؟ والحديث رواه الإمامان أبــوداود والبيهقي وقال الحافظ ابن حجر : إسناده جيد ( انظر كتابه فتح الباري 11 / 57 )
- وقبل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، روى ذلك الإمامان أحمد وأبو بكر بن المقري وجود الحافظ إسناده كذلك
- عن سيدنا صفوان بن عسال رضي الله عنه أن يهوديا قال لصاحبه : إذهب بنا إلى هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( فقبلا يده وقالا : نشهد أنك رســول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ) رواه الإمام الترمذي وقواه الحافظ ابن حجر ( انظر كتاب تلخيص الحبير : 4 / 93 )
- عن عمار بن أبي عمار أن سيدنا زيد بن ثابت ركب يوما، فأخذ سيدنا عبد الله بن عباس بركابه فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا .فقال زيد أرني يدك، فأخرج يده فقبلها، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ) رواه الإمام ابن سعد في الطبقات ( 2 / 360 ) وجود الحافظ ابن حجر إسناده في فتح الباري
وعن سيدنا ذكوان أن صهيب مولى سيدنا العباس قال: رأيت عليا رضي الله عنه يقبل يدي العباس أو رجله ويقول: (أي عم ارض عني)
رواه الحافظ أبو بكربن المقرئ في تقبيل اليد (1/73) وجوّد إسناده الحافظ في الفتح (11/57)
وروى الإمام البزار والحافظ ابن المقري أن أعرابيا أقبل عى سيدنا رســول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقبل يديه وركبتيه ورجليه ، وفي رواية للإمام ابن المقري أنه استأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك فأذ ن له ،
قال الإمام العلامة الحافظ الشهير شرف الدين النووي رضي الله عنه في روضة الطالبين: (10/236)
وأما تقبيل اليد فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه أو علمه أو شرفه وصيانته ونحوه من الأمور الدينية فمستحب )
قال الإمام المناوي رحمه الله في فيض القدير (6/11): ( إنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ما روي فيه، وأجازه آخرون لأن كعب بن مالك وصاحبيه قبلوا يد الرسول صلى الله عليه وسلم ،وقبل أبو عبيدة يد عمر حين قدم، وجمع بأن المكروه تقبيل التكبر والتعظيم، والمأذون فيه ما كان على وجه التقرب إلى الله لدين أو علم أو شرف ولهذا قال النووي : تقبيل اليد لنحو صلاح أو علم أو شرف ونحو ذلك من الأمور الدينية لا يكره بل يندب، ولنحو غنى أو شوكة أو وجاهة ثم أهل الدنيا مكروه شديد الكراهة ).
وسأتمم هذا الموضوع إن شاء الله فيما سيأتي

السلام عليكم
مشكور علي الطرح أخي الفاضل
وجزاك الله كل الخير
تقبلمروري
تحياتي